الأربعاء، 17 أبريل 2013

المواد المخدرة وتعاطي المخدرات




لم تخلو المجتمعات في الماضي والحاضر من تعاطي المخدرات إلا أن تلك المواد المخدرة المستعملة لم تكن تتعدى التبغ والمشروبات الكحولية والحشيشوالأفيون وبعض مشتقاته. لكن الآن اتسعت رقعة التعاطي وخرجت عن العادات القديمة كالإدمان على التبغ والتعاطي للكحوليات بأنواعها المختلفة ليضاف إلى قائمة المخدرات العديد من الأصناف مثل المهدئات التي تعتبر مخدر ومنوم ومهديء للأعصاب، والمنبهات المنشطة والمحرضة للأعصاب، والمهلوسات المخدرة المخلة بالأعصاب وتنقسم إلى ثلاث أصناف.

المخدرات التخليقية (المصنعة) التي تضم:
1- الأقراص المهدئة والمنومة والمنشطة والمهلوسة والمواد الهيدروكربونية التي تستنشق.
2- المخدرات الطبيعية مثل الحشيش والقات والأفيون.
3- المخدرات المصنعة مثل المورفين والكوكايين، الكراك، الديوكامفين والسيدول.
إذا أمعنا النظر فأننا سنجد أن أقدم أنواع المخدرات وأكثرها انتشارا في
العالم بين مختلف الأفراد والطبقات والأجناس هو: الحشيش والماريجوانا الذي يستعمل عن طريق التدخين، الأفيون ومشتقاته. أما المورفين والهيروين والكوكايين فإنه قد يتم تناوله بالحقن أو الاستنشاق، بنما نجد أن أقراص الهلوسة تؤخذ عن طريق الفم، مخدر الأسيتون والجازولين يتم يتناوله عن طريق الاستنشاق.
أعراض الإدمان:
الرعشة في اليدين أو الجسم بأكمله، فقدان الإحساس في منطقة القدمين واليدين نتيجة التهاب أعصاب الطرفين، التهاب العصب البصري، الشعور بضيق الصدر، الشعور بالقلق والكآبة والتوتر، خلط المدركات، الهلوسات السمعية إذ قد تسمع بعض الأصوات التي لا وجود لها أصلا، ضعف الذاكرة حتى على مستوى الأحداث القريبة، تضخم الكبد، التهاب المعدة، التهاب الحنجرة والشعاب الهوائية، نوبات صرع بسبب تهييج أنسجة المخ ... الخ.

مضاعفات الإدمان:
عدم القدرة على العمل، الفشل في الدراسة والحياة عامة، إهمال الأسرة وواجباتها، التدهور الخلقي والاجتماعي، الكسل وإهمال الواجبات عموما، قد يبيع المدمن نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه من أجل المخدرات التي أصبح يعبدها وتتحكم فيه.وهناك تأثيرات على صحة الأم الحامل مؤدية إلى مضاعفات صحية للجنين بسبب أمه التي تتعاطى المخدرات سواء كانت هذه الإعاقة بدنية أو عقلية، وصحة الأم الحامل نفسها كإصابتها بفقر الدم ومرض القلب والسكري، والإجهاض.المخدرات هي  منبع الأمراض النفسية كذلك، مثل نوبات البكاء والضحك الهستيري والابتسامات العريضة بدون سبب، وقد تحدث بعض حالات الغيبوبة الضبابية والدوران، وطنين الأذنين وجفاف الحلق والالتهاب والسعال واحمرارالعينين إضافة إلى الحوادث الخطيرة و المميتة الذي يتعرض إليها المدمنون كحوادث المرور، والحوادث الأخرى كالحروق، السقوط و الكسور وما يتبعها. كذلك قد يلجأ المدمن إلى التشويه الذاتي تحت مفعول وتأثير المخدرات و يقدم على تمزيق و تشويه جسمه بصفة عميقة أحياناً مسبباً لنفسه جروحاً خطيرة بسبب استعماله لبعض الأدوات الحادة مثل الشفرات و الزجاج ... كذلك قد يلجأ للسجائر والشموع وولعات السجائر لحرق وكي جسمه حيث من الممكن أن نجد التشوهات أو آثارها على مستوى الأطراف العليا كالذراعين والصدر و البطن بصفة خاصة، هذا لا يعني أنها تنعدم على مستوى الأطراف السفلي و غيرها من
مناطق الجسم، رغم هذا حين يخلد المدمن للنوم لا يتذكر أي شيء لأن المخدرا ت تحدث فجوة هائلة في الذاكرة.
أسباب التعاطي والإدمان:
حب الاستطلاع والاكتشاف لفئة من الشباب دون المبالاة بالعواقب، حيث يسود الاعتقاد الخاطئ بأنها تساعد على النسيان وتزيل القلق والتوتر. ويلعب موضوع مرافقة أصدقاء السوء عاملاً هاما في التدهور لحاله الإدمان، وكذلك الأوضاع الاجتماعية والإنسانية والسياسية المزرية أيضاً قد تدفع الإنسان إلى اللجوء للمخدرات وبالتالي الإدمان هروباً من الواقع المرير حتى لو كان خيالاً.

وقد يقع في نفس الفخ حتى هؤلاء الذين يعيشون حياة الرغد والرفاهية بسبب تهورهم وطيشهم، و الإهمال الأسري لجوانب تربية ورعاية ومتابعة الأبناء مما يسهل ويساهم في الانحراف. إن التفكك الأسري له علاقة مباشرة مع الإدمان، كذلك نجد من بين أسباب الإدمان الغير مباشرة التشبه بالمثال الذي غالباً يكون في صورة الأب أو الأم أو الأخ الأكبر بسبب تعاطيهم للمخدر، حين تنعدم سلطة الأبوين أو تهتز بسبب قلة الحوار والقسوة والتسلط. كذلك قد نجد أن المستقبل الغامض الغير متوفر للشباب يجعلهم يسعون ويحللون كل شيء بطريقتهم، لأنه حسب اعتقادهم أصبحت لا توجد أي ثوابت يمكن الاعتماد عليها مما يجعل الخوف والملل والقلق يطغى عليهم ويمنعهم من تأكيد ذاتهم وتحقيق آمالهم فيختبئون في اللاشعور الذي تهيؤه لهم المخدرات. فالعديد من الشباب يعتقد أنه محروم من كل شيء لهذا يبحث عن ثغرة توصله بسهولة إلى التنفيس عن نفسه في عالم الخيال التي تمنحه إياها تلك المخدرات والذي عجز عن تحقيقه في عالم الواقع.


الأضرار الاقتصادية والاجتماعية:
الجرائم المتعددة كالسرقة والدعارة والقمار والقتل والفساد والعنف،حوادث السير، حوادث الانتحار، تكاثر العصابات المنظمة الخاصة بغسل الأموال وتسللها إلى مراكز النفوذ والتي تسبب خسائر فادحة في اقتصاد البلدان ذلك النزيف الذي يرهق كاهل المجتمعات ويدمر الأفراد والجماعات. وتؤدي المخدرات كذلك إلى نبذ الأخلاق والارتماء في أحضان الرذيلة مثل الزنا والخيانة الزوجية والاغتصاب التي تقع غالباً تحت تأثيرها، كذلك تظل العديد من المشاكل المستترة تبعات أضرار المخدرات تلوح في الأفق فيصبح المدمن عالة على نفسه وأسرته ومجتمعه. ومن جهة أخرى الحمولة نجد أن العبء الثقيل لتعاطي المخدرات يتحملها اقتصاد الدولة من خلال إنفاق مبالغ مالية هائلة من أجل مكافحة المخدرات وتبعاتها من رواتب الموظفين والمسؤولين في الأجهزة الأمنية، وإنشاء المحاكم والمستشفيات والسجون ونفقات المصالح الاجتماعية من أجور وتجهيز ومعدات ومصاريف لإعادة تأهيل المدمنين طيلة مدة العلاج ... الخ، إذ تعتبر كل هذه النفقات تبذيراً لأموال طائلة كان يمكن استغلالها في [B]رفع إنتاج المجتمع وتعزيز موارده البشرية من أجل تقدمه ورقيه.


إدمان المخدرات وأضرارها وسبل علاجها

إدمان المخدرات .. تلك الظاهرة التي إستفحل أمرها و انتشر خطرها .. و خاصة حين تحيط بأبنائنا الجيل المعتمد عليه للمستقبل .. إن التعدي و العنف و الاغتصابات والوحشية الجنسية كلها لها علاقة من قريب أو بعيد بالإدمان و المخدرات


تعريف المخدر :
هو كل مادة يترتب على تناولها إنهاك و خدر للجسم و الحواس وبالتالي فرقابة العقل عند المتناول تصبح أضعف بصورة تدريجية.


أنواع المخدر :
الطبيعي : وهو ما وجد في الطبيعة سواء تمت زراعته مثل القات و القنب الهندي و الكوكا أو ما كان برياً نحصل عليه دون زراعة .التصنيعي : ويكون من أصل نباتي و لكنه عولج بطريقة كيميائية مثل الهيروين و الكودائين و المورفين .التخليقي : كناية عن خلق المخدر حيث تمت جميع مراحل صنعه بالمعامل من مواد كيميائية لا علاقة لها بالمخدرات الطبيعية مثل مهيجات الجهاز العصبي و منشطاته.

لماذا يتعاطى الإنسان المخدر ؟
إن اختلال الدور الاجتماعي للفرد أو حرمانه من أن يقوم به هو من العوامل الحاسمة التي تقف وراء الإدمان فعلى سبيل المثال الوفرة المادية التي يعيشها المراهق أمام موقف صعب تجاه ما هو تقليدي و ما هو جديد و مستحدث مصحوب بضعف الرقابة الأسرية و الإجتماعية من أهم الأسباب المؤدية لتعاطي المخدرات .
- ضعف التكوين العقائدي و القيمي : لاشك أن السلوك الإنحرافي يرتبط ارتباطا وثيق بالضعف العقائدي و القيمي للفرد فضعف الوازع الديني و ضعف التكوين القيمي له أثر فعال في الميل إلى الإقبال على تعاطي المخدرات و هنا ينبغي التركيز على تقوية التكوين الديني لدى الشباب من خلال عملية التنشئة الإجتماعية و التربوية لمواجهة هذه المشكلة.
- المشكلات الأسرية : هي التي تعيق دور الأسرة في تربية أبنائها و تنشئتهم تنشئة سليمة .لأن خلافات الأبوين على المستوى الشخصي و ما يلحق به من أسلوب لا يعرف إلا القسوة و الشدة سيؤدي لنفورهم من المنزل ومن آبائهم وصولاً إلى الشارع تلك الفسحة الواسعة الممتلئة بما هب ودب من أشخاص مهنتهم بالحياة اقتناص الفرص لبيع المخدرات.
- محاكاة النماذج المتعاطية للمخدرات و الموجودة في المحيط العائلي و الاجتماعي .
وهنا لنا أن نعلم أن المدمنين أنواع من الأشخاص لا يجمعهم نمط واحد و لا تميزهم سمة معينة لكننا ما نجده عندهم باستمرار هو أعراض التوتر و القلق قبل الإدمان أو قبل السعي وراء المزيد من المخدر.

أضرار المخدرات :
الأضرار الجسمية المتمثلة في :
- فقدان الشهية للطعام مما يؤدي للنحافة و الهزال و الضعف العام المصحوب باصفرار للوجه أو اسوداده .
- قلة النشاط و الحيوية مع إحمرار في العينين و اختلال التوازن و التآزر العصبي في الأذنين.
- تهيج موضعي للأغشية المخاطية و الشعب الهوائية الذي يؤدي في بعض حالاته لإلتهابات رئوية تصل لحد التدرن الرئوي .
- اضطراب الجهاز الهضمي و إتلاف الكبد و تليفه . وعلى سبيل المثال الأفيون يحلل خلايا الكبد و يحدث بها تليفاً.
- إلتهاب المخ و تحطيم و تآكل ملايين الخلايا العصبية المخية وهذا يؤدي بدوره لفقدان الذاكرة و الهلاوس السمعية و البصرية و الفكرية .
- تأثيره السلبي على النشاط الجنسي و إنقاصه إفرازات الغدد الجنسية .
- إحداث عيوب خلقية في الأطفال حديثي الولادة ( إذا كانت الأم الحامل متعاطية )